لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره. اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه
محاضرة في فتن هذا الزمان ومقاومتها
9183 مشاهدة
الدعاة إلى الفتن

وتلك الفتن ليست هي التي تدعو إلي نفسها, بل لها مَنْ يُرَوِّجُهَا, ولها من ينشرها, ومَنْ يدعو إليها, ولأجل ذلك تكون تلك الفتن هم الدعاةَ إلى الباطل وإلى الشر من قريب أو بعيد.
فنقول: إن الله تعالى فطر الإنسان, أو فَطَرَ جنس الناس على معرفته, وعلى الإقرار به ربًّا وإلهًا ومعبودًا, كما قال تعالى: فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وقال النبي صلى الله عليه وسلم: كل مولود يُولَدُ على الفطرة فأبواه يُهَوِّدانه أو يُنَصِّرَانِهِ أو يُمَجِّسَانِهِ كما تُنْتِجُ البهيمة بهيمة جمعاء هل تُحِسُّون فيها من جدعاء فأَخْبَرَ في هذا الحديث بأَنَّ الإنسان عندما يخرج إلى الدنيا يخرج وهو كامل الحواسِّ, مُسْتَعِدٌّ لِتَقَبُّلِ الخير, عارفٌ, لو تُرِكَ ومعرفته لعرف نفسه, ولعرف ربه, ولعرف ما يُؤْمَرُ به, ولعرف أنه غير مُهْمَل, ولا متروكًا, ولا غير مُكَلَّفٍ. لكن هناك مَنْ يُرَبِّيه إِمَّا تربية حسنة تتغنى به تلك الفطرة, وتلك الْجِبِلَّة, والغريزة, وإما تربية سيئة, ينصرف بها عن تلك العقيدة, ويتقلد ما هو ضدها.
هذا الْمُرَبِّي هو إِمَّا الْأَبَوَانِ, وإِمَّا الْمُعَلِّمُون ونحوهم.